منتدى جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أسلامى
 
الرئيسيةخير الناس أنفعهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأسرة والمجتمع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ahmed_2009
مــــشرف قسم كورة القدم
ahmed_2009


عدد الرسائل : 410
العمر : 32
الأوسمة : الأسرة والمجتمع Ebda4e_20
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

الأسرة والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة والمجتمع   الأسرة والمجتمع I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 14, 2008 3:15 am

الإسلام يميز المرأة على الرجل في السكن!!

كلما قرأت عن المرأة في الإسلام ، علمت أن الخالق سبحانه وتعالى أعطى للمرأة في شرعة حقوقا تميزها على كل نساء العالم ، وأن ما يدور في البلاد العربية والإسلامية من إهدار لحقوق المرأة ناجم عن جهل الرجل ، ومن ظلمه للمرأة ، وأن ما يكتب عن تحرير المرأة المسلمة في ديارنا من جانب العلمانية والليبراليين والغرب ناجم عن الجهل بشرع الله ، والخلط بين دين الله والإسلام وسلوك جهلاء المسلمين وقد أعددت كتابا عن تمكين المرأة في الشريعة الإسلامية بينت فيه تميز المرأة على الرجل في الميزات وتمكينها في الجوانب الحياتية بطريق مميزة ومشرفة ، وقد أعجبت بكتاب الدكتور صلاح سلطان عن امتياز المرأة على الرجل في المبرات والنفقة وهو دراسة فقهية متميزة يجب على منظمات المرأة في ديارنا دراسته وتدريسه للنساء خاصة في البحرين لوجود الدكتور صلاح في جامعة البحرين كما علمت من بعض الزملاء ، وقد رأيت أن أعرض عليكم اليوم تميز المرأة على الرجل في السكن سترشدا بمابنية الدكتور صلاح نقطة إليه.

- فالله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ } [الطلاق: 6].

وقد أضاف الله سبحانه وتعالى البيوت إلى الزوجات لا إلى الأزواج في قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } [الأحزاب: 34]. وقوله تعالى: { لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ } [الطلاق: 1]. هذه الإضافة ( بيوتكن – بيوتهن) تدل على حق المرأة في ملك المنفعة من البيت أو السكن فرغم أن السكن ملك للزوج وهو المسئول عن توفيره للزوجة ، إلا أن الله جعل حق الانتفاع بالبيت للمرأة ، وهذا تميز وامتياز واضح للمرأة في السكن في الشريعة الإسلامية.

- وقد حدد الفقهاء مواصفات سكن الزوجية ومنها:

أن يكون سكنا خاصا بالزوجين فقط فمن حق المرأة أن تطلب سكنا خاصا مع زوجها وأبنائها لا يشاركها فيه غيرها.

قال الكاساني في بدائع الصنائع: ( لو أراد الزوج بإسكانها مع ضرتها أو مع إحمائها كأم الزوج وأخته وابنته من غيرها وأقاربه فأبن عليه فعليه أن يسكنها في منزل منفرد لأنهن ربما يضررنها في المساكنة.

- ويقول الخصاف الحنفي في كتاب النفقات:

إن أراد أن يسكن معها أمه أو أخته أو احد من قراباته فقالت المرأة: لا اسكن معهم فلها ذلك لأنها إذا لم تكن خالية لا يمكنها أن تنام وتظهر متى شاءت.

وقال بعض الفقهاء: لو كان هناك سكن للزوجيه وسط منازل العائلة فيلزم أن يكون سكنه هذا له استقلال.

- بذلك ميزت الشريعة الإسلامية المرأة في حقها في السكن الخاص بها وحدد الفقهاء مواصفات لهذا السكن منها:

- أن يكون السكن واسعاً أن كان في وسعه فعل ذلك.

- وأن يكون في مكان غير موحش ، فقد ذكر أبو العباس الشافعي في نهاية المحتاج ، أن المرأة لا تجبر على السكن في موضع تستوحش فيه وذكر صاحب المصنف أن الرجل لو اسكن امرأته في مكان تستوحش فيه لم يخرج الزوج لصلاة الجماعة إلا إذا أتى لها بامرأة تؤنسها حتى يرجع.

- وأن يكون السكن بين جيران صالحين ، لو كان السكن غير موحش لكنه بين جيران غير صالحين فمن حق الزوجة أن تطالب زوجها ، إن كان في مقدوره إن يسكنها بين جيران لها صالحين.

- وأن يكون السكن صحيا جيد التهوية ولا يحق للزوج أغلاف شبابيك السكن وبالطبع أن يكيف لها السكن في البيئة الخليجية ، وأن يجعل له تدفأ في البيئة الباردة ، وأن يوفر لها الأغطية ألازمة للتدفئة ، والمراوح الخاصة بالتهوية.

- وقد نص الفقهاء على أن يكون السكن مناسبا للزوجة ومماثلا التظائرها من النساء.

يقول الدكتور صلاح سلطان حفظه الله تعقيبا على ما سبق: لعل مما سبق يبين مستوى النصح في الفقه الإسلامي في النظر إلى حقوق المرأة في الحياة الزوجية ، أن يكون لها سكن خاص بها مع زوجها وأولادها وأن يكون واسعا أمنا بين جيران يأنس الأنس بهم ، وأن تكون تهويه جيدة وأن يكون إجمالا مناسبا لنظائر هذه الزوجة (م هـ ).

وهذا ما يغيب عن كثير من الأزواج في ديارنا ، فالبعض لمجرد إشكال صغير يطرد الزوجة من بيتها ويلحقها بيت أخيها والسنة أنه هو الذي يخرج ويترك لها البيت ، كما فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أراد تطليق زوجاته ، حيث ترك لهن الحجرات وجلس في المسجد.

- وهذا ما يجب أن تعلمه منظمات المرأة في ديارنا الذين يستوردون لنا الأفكار والقوانين ، ويتهمون شرع الله بظلم المرأة وهذا الفقه يجب أن يكون ضمن المقررات المشتركة في المسارات الموحدة في التعليم العام ليتعلمه البنات والبنيين ، وهذا ما يدفعنا إلى نقل هذا الفقه التميز إلى جماهير القراء خاصة في صفحات الأسرة والمجتمع.

- على القائمين على توزيع الأفكار في بلادنا أن يعطوا المرأة الحق في تملك البيت الحكومي كما يتملكه الرجل ، وان لا يحق للرجل أخراج المرأة منه لحالما عندها أبناء ولم تتزوج بآخر ، وعلى الزوج أنطلقها أن يخرج من السكن ويدبر أمره بعيدا عن سكن الزوجية.

- على المرأة النص على ذلك في عقد الزواج حتى نقطع على ضعاف النفوس أعمالهم الدنيئة وغير الشرعية مع المرأة.

- ولا نكن من الفريق الثاني فتهلك !!

من الهدى العلمي النبوي في معرفة النفوس البشرية الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم ، والذي به يستطيع الإنسان معرفة نفسه بالتقويم الذاتي ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقيَّة قَيِلت الماء ، فأنبت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجاءت ).

- وفي رواية إخاذلت _ أمسكت الماء فنفع الله بها الناسَ ، فشربوا وسقوا وزرعوا – في رواية ورَعَوْا – وأصاب لا يرفع به رأسا ، ولا يفتح به قلبا ولا يقبل منه هدى ، وهذا مثله الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالأرض الميتة الرخوة السبخة كثيرة الملوحة ، وإذا سقط عليها الماء إضاعته في جوفها ، وتسرب في مسامها ، ولم تخرج به كلأ والإعشاب ، ولا نباتا ولا ثمراً ، فلا هي انتفعت بالماء ، ولا هي اسكنه على ظهرها أو في باطنها لينتفع به الحيوان والنبات والكائنات الحية الدقيقة ، أو سقى به أرض أخرى طيبة نقية ، فكذلك هذا الفريق لم ينتفع بالوحي ، ولم ينفع به فكان مثله كمثل الأرض الخبيثة ، وهذا الفريق الذي قال الله تعالى: { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [البقرة: 7]. { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 264].

والفريق الثالث: فريق بين الفريقين لم يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر مثله ومن عرف الفريقين عرفه بل المثل وحدث يرشد إليه ، فهو ذلك الشخص الذي سمع القرآن ، فعقله وفهمه ووقف على أحكامه ، وحلاله وحرامه ، ولكن لم يعمل به في خاصة نفسه ، ولكن دعا الناس إليه وعلمهم ما تعلم ، فهو كالذين قال الله تعالى فيهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [البقرة: 44] ، فهذا قد نفح الله به العباد وجعله معبر خير لهم ، ولم ينتفخ هو بما علم وعلم ، وكان حريا به أن يهذب نفسه بما هذب به غيره ، فهذا مثله كالأرض الصلبة.

(منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنب كلأ ، فذلك مثلُ من فقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلمه وعلَّمه ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلت به ) رواه البخاري ومسلم والنسائي.

- معاني بعض الكلمات:

- المثل: المثيل والنظير ، ويقال للصفة العجبية

- الهدى: الدلالة الموصلة للغاية.

- الغيث: المطر

- النقية: الطيبة المعدن ، الخالصة من عوائق الإنبات

- الكلأ: النبات رطباً ويابساً.

- العشب: النبات الرطب.

- الاجارب: جمع جدب وهي الأرض الصلبة التي لا يتسرب منها الماء ولكنها لا تنفع للزراعة.

- الأخاذات: جمع أخاذة ، وهي الأرض التي تمسك الماء.

- الرعى: تغذية الحيوان من المرعى.

- القيعان: واحدها قاع وهي الأرض المستوية التي لا تنبت الزرع ، ترابها ناعم تتسرب منه الماء – كالأرض الرملية.

- فقه: فهم.

- وفقّه: أي صار فقيها.

- إذا أردت أن تعرف نفسك ، ومن أنت ، وما نوع نفسك ، فاتخذ هذا الحديث النبوي الشريف معيارا ومقياسا للتقويمك لنفسك تقويما ذاتيا صادقا.

- فهناك النفس الطيبة.

- والنفس الخبيثة.

-والنفس النافعة غير المنتفعة.

- والمعيار الرباني: ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بعيدا عن الابتداع والغلو والتفريط ، ويرشدهم إلى الطريق الخير ، ويهديهم إلى المصلحة الحقيقية ، الذي يعرفهم الحقائق ، ويبين لهم الأحكام ، ويرفع عن قلوبهم غشاء الجهالة ، فهو هدى ورشاو وعلم نور: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة: 185] ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً } [النساء: 174].

هذا هو المحل والمعيار الذي يقيس الإنسان نفسه عليه ، فالناس لم يكونوا في الانتفاع بهذا الهدى بدرجة واحدة ، بل اختلفوا وتباينوا ، لاختلاف نفوسهم وتفاوت استعدادهم

- فمنهم صاحب النفس الطيبة المطمئنة ، صافي الفطرة ، لم يدنسها بالآثام ، ولم يفسدها بالأوزار فهذا حينما يسمع الوحي يصغي إليه بأذنيه ويتفهمه ويتدبره بعقله وقلبه ، ويفقهه ويحفظه ، و تتأثر به نفسه الطيبة ، وقلبه السليم ، فيوحى إلى الأعضاء بالعمل به ، ينتظم في حركة حياته ، وفي عمله ، ويجتهد في تعمير الكون بنواميس الله في الخلق ، ويأخذ في دعوة الناس إلى دين الله الحنيف ، فهو للقرآن سميع ، ولآياته متدبر ، وبأحكامه عليم ، ولإرشاده مجيب ، وللناس به ناصح أمين.

- هذا مثله في الحديث الشريف كالأرض الطيبة التربة ، والنقية الخصبة ، إذا نزل بها المطر الغزير نفذ إلى صميمها ، وتشربته أجزائها ، فأثر فيها ، فأحتيت بعد موتها ، واهتزت وربت ، وأنبتت العشب والكلأ ، فرعى الحيوان ، وعاد الخير على البيئة والإنسان وأنبتت من كل زوج من النبات يهيج مما هو طعام للإنسان وفاكهة ، وكساء ورواء فالأرض لجودتها تشربت الماء ، وحبست في جوفها الكميات الزائدة عن معنها الحقلية ألازمة لري النبات ونموه وإزهاره وأثماره ، فأخصبت الأرض بعد اجدابها وحييت بعد موتها ، ونفعت الإنسان والحيوان والنبات والكائنات الحية الدقيقة بها أخرجت من النبات ، كذلك القرآن إذا نزل على النفوس البشرية الطيبة حييت ، واهتزت القلوب ، وصحت الأبدان والعقائد والسلوك ، فأوحت للمرء بالإعمال الصالحة ، فأخذ يعمر الكون بنواميس الله في الخلق ، واخذ ينشر الخير ، ويعلم الناس العلم النافع ، ويدب عنهم الشبهات والمهلكات ، وهذا هو الفريق الأول الذي قال الله تعالى فيه: { قُلْ هُوَ َلِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } [فصلت: 44].

كما تما قال تعالى: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *

أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [البقرة:2-3-4- 5].

- فهل أنت أخي المسلم وهل أنت أختي المسلمة من هذا الصنف من العباد؟!

- من كان منا لا تطبق عليه المواصفات السابقة فهو على خطر عظيم ، ومن انطبقت عليه المواصفات السابقة فهو من المفلحين.

- إما الفريق الثاني: الفريق الذي خبثت نفسه ، وفسدت فطرته ، ومات استعداده الديني ، كالدراوينين وباقي الملحدين فهذا إن قرعت أذانه أي الوحى ولى مستكبرا كأن لم يسمعها ، كان في أدنيه وقراً التي تمسك الماء ، فيشرب منه الناس والحيوان ، وتسقى به الأرض الطيبة الخصبة ، ويستخدم في الزراعة المائية والتصنيع التشجير ، فيأكل الإنسان والحيوان ، الكائنات الحية والدقيقة.

فان لم تكن من الفريق الأول فكن من الفريق الثالث.

- كما قال ابن المبارك رحمه الله كن عالما ، أو متعلما ، أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك.

- فكن أرضا خصبة أو أجارب تمسك النافع ولا تكن من القيعان فتهلك.

الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

المصادر:

- الأدب النبوي ، محمد عبد العزيز الخولي دار الرائد العربي ، بيروت: لبنان (1988) م.

- القواعد الذهبية في الشريعة الإسلامية نظمي خليل أبو العصا..

- ولحق بهما فارس ثالث

بالأمس القريب شاهدنا موكب ترجل الفارس الأول للكلمة والتفسير اللغوي العصري للقرآن الكريم سماحة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ، ترجل الفارس الأول ليترك صهوه الجواد ويودعنا إلى مثواه الأخير في هذه الحياة ، معلنا خلو كرسي التفسير في مشهد مهيب اختط فيه حزن القلوب على الفراق بدمع العيون التي ألفت رؤيته بهيئته البهيلة في مجلس علمه الفريد في الفضائيات العربية.

ولم تكف العيون عن إذراف دموعها على العالم الجليل حتى انهمرت حزنا وألما على رحيل الفارس الثاني سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، بعد أن ملأ الدنيا علما وفقها وورعا وسماحة ودعوة لتوحيد كل المسلمين على كلمة التوحيد والعقيدة الصحيحة والدين القيم.

وفجأة ونحن نبكي وقلوبنا حزينة نفاجأ بفارس ثالث يلحق بصاحبيه تاركا المكان شاغرا.. إنه سماحة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

- الفوز العظيم

وإذا كان الفارس الأول قد فاز كما علمنا وشاهدنا في مسابقة التفسير الكبرى ، فقد فاز الفارس الثاني في مسابقة الفقه والتوحيد العظمى ، أما الفارس الثالث فقد صال وجال في مسابقات عدة في التاريخ والأدب ولفتوى وإعداد البرامج الإذاعية ، وتقديم البرامج التليفزيونية.

- رجال من التاريخ والشخصية الفريدة

في مكتبتي كتاب قيم أعده الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ، وذلك الكتاب الذي تتضح فيه شخصية الشيخ علي الطنطاوي الفريدة ، حيث قدم محتوى الكتاب على هيئة أحاديث في إذاعة دمشق قبل أكثر من أربعين عاما واستمرت إذاعتها أعواما.

وكما شاهدنا وسمعنا في برامج الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله ، الرجل غزير العلم خفيف الظل ، مجب إلى النفس ، وهذه الصفات تنم عن شخصية سوية ولله الفضل والمنة.

- سلطان الهند وقراقوش العظيم

وقد حوى كتاب رجال من التاريخ سيرة أكثر من (75) شخصية إسلامية وعربية بارزة منهم سلطان الهند ذلك الملوك المسلم الذي أقام العدل والحق وسن سنة حسنة وهي أن لباس عامة أهل الهند البياض فجعل سلطان الهند لبس الثوب الملون علامة على التظلم والشكوى فعرف فأنصفه من ظالمه ، ثم خاف ألا يرى المظلوم فجعل على باب قصره جرسا كبيرا يقرعه المتظلم في أي ساعة من دليل أو نهار فكان صورة للحاكم المسلم العادل. ومن رجال الكتاب قراقوش المفتري عليه ، وقراقوش كلمة تركية معنا النسر الأسود ، ولقراقوش كما قال الشيخ صورتين ، صورة تاريخية صادقة ، وصورة روائية صورها أعداء الإسلام ، وقد طمست الصورة التاريخية بأنه أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي ومن أخلص أعوانه وكان قائدا مظفرا ، وجنديا أمينا وكان مهندسا حربيا (إسلاميا) منقطع النظير. وهو الذي أقام المنشات الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين ، وهو باني قلعة صلاح الدين في القاهرة وباني سور القاهرة. ولقد شوه أعداء الإسلام صورة قراقوش كما نعلم لأنه قائد صلاح الدين في دحر الصليبيين.

والكتاب موسوعة علمية إسلامية تاريخية نادرة ينم عن العلم الغزير للشيخ وحبه الكبير للإسلام والمسلمين ، وبراعته في التأليف والإعداد ، وخفة ظله في الروايات والوقائع.

فرحمه الله على علمائنا ، وسلوانا أنهم تركوا لنا آثارا علمية باقية نتعلم منها في حياتنا ، وندعو الله أن يجمعنا بهم مع الصديقين والنبيين والشهداء في الجنة بإذن الله ، وحسن أولئك رفيقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو رحــيم
المديـــــ العام ــــــــر
المديـــــ العام ــــــــر
أبو رحــيم


عدد الرسائل : 932
الأوسمة : الأسرة والمجتمع W4
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

الأسرة والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسرة والمجتمع   الأسرة والمجتمع I_icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 11:34 am

الأسرة والمجتمع F%20(13)الأسرة والمجتمع Get-2-2009-5vehqzap
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسرة والمجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جنة الفردوس :: جنة الأسلاميات :: جنة الاسلامى-
انتقل الى: